اغرقني الحنين
غزلت وشاحي الازرق
بخيوط الذكرى
فتحت قوارير عمر مضى
فاح اريج الشوق لايام عالقة في الخيال
افترشت لحظات صحوي
تناثرت نسائم حانيات
اختلطت المشاعر بعبق زمان
وحنين
لزمن خالد وذكرى باقية
متخمة في القلب حد الاختناق
بقايا وجد مازال يواسي وحدتي ووحشة الاغتراب
لست ماهرة بلغة العاشقين
ولا امتطي الابجدية في الميادين
ولا انا خطيب على منابر الهوى
أطرب السامعين
في جعبتي كم من الهذيان وحزن دفين
كصخور تهشم راسي تتركني أئن انين
تركت الحبر يغرق ورقتي وقلم حزين
اشقى.. اتألم ..
سأكتبك بحروف من دم
منذ عصور مضت
جمعت اوراقي ومدونات وقصاصات صفراء
اعدت ترتيب بقايا ارصدة مجمدة في بنوك العمر
يوم ما
كنت انتمي لعهد الطفولة .. كنت كبرعم ياسمين
وشاحي الازرق ينساب على الجبين
يحضن برائة قلبي وتسبيل عين
طفلة انا
خجل وحياء وتورد وجنتين
وابتسامة خجلى وارتباك يدين
تصافح بريق عينيك بهمس وخجل
وخوف ناظرين
بشوق مكتوم
مرت سنين وسنين
الروح تشتعل وفي القلب براكين
غياب جائر واسباب واهية
لست ادري
هل هو مدبّر .. ام نسيان متعمد
لاتسالني من انا ومن اكون
غادرت زمانك منذ قرون
سائحة تحوم من زمن الاساطير
تبحث عن وطن بين الاوطان مفقود
عن ارض كانت تعرفها
غادرتها ولم تعود
الغت كل العقود
كان هناك دار وشاهد
توارى الشاهد بين الشهود
ضاع الدار في ازقة ودروب
دار أركانه صب رخام وجلمود
ابوابه سدت بمتاريس واقفال وقيود
سكانه صمت وجمود
يترأى لي من خلف الاسوار
عيون امرأة تركن هناك
تلتهب غيرة و حقد
كيف لهذا العاشق القابع هناك
في تلك الزاوية من الدار
ان يحيا كمحب ودود
كتم الهوى منذ قرون في جوف قلبه
يخشى التقرب
يخشى الوصال
يخشى خيانة العهود
يوما ما تمرد وثار
اعلن العصيان
اضرب عن الكلام
هتف الصمت من جوفه
اخترق حدود الكون
بكت طيور الحي وانثى الانكسار
خلف اسوار الدار
تتأمل الاشجار
تبحث عن عشق و سرو
حفرا عهداً منذ عهود
اول حرفان
عانقا لحاء سرو منضود
غرقت العين بدمعها انهار
تأملت.. تألمت..
الامل المفقود
تمرغت الروح
في حزن الحروف والصور
اغلقت بوابات القلب والعقل
افترشت الارض
بكى قلبها واعتصر
اعلنت التمرد
كيف الفرار
اغلقت هذا الكتاب الاصفر
تمنت تهشيم راسها بمطارق الندم
تمنت طرد روحها من البدن
تعيد ترتيب ذاكرة بالية
تمنت فتح بوابات عقلها
وتهريب بقايا اشباح
شرّعت كل الابواب
تهرب من مطاردة ذكريات
في دروب الندم والحسرة
ووشوشة امواج منكسرة على شاطئ الالم
لو تسنى لها
اقتناص طيور الماضي
المعششة فوق شجرة ذكرياتها
وفتح ذراعيها للحلم
تتوسد امل قادم وتغفو