قصـــــــة غرام ....
إني أعلم أنها لن تظهر الآن ..
ولكنني على الرغم من ذلك
ألتصق بالقرب من النافذة بقلق
وتوتر رهيبين ونفاذ صبر قاتل ...
لم أكن أزحزح ناظري عن النافذة ..
إلا أقل من ثانية >>> عندما
كنت انظر إلى الساعة المعلقة على الجدار...
الوقت يمضي ككابوس مزعج >>>
وحش يطبق على صدري
بفك العقربين الملتصقين في مكانهما دونما حراك ...
أخذت أدخن السيجارة تلوى الأخرى
لم أعد أتذكر كيف بدأت أتناول
هذا السم اللعين أو متى ....؟
بحركة عصبية رميت السيجارة أرضا
ودستها بقوة ..
فقد تراءى لي من خلال الدخان الكثيف
الذي كنت انفثه شكل لا ادري
أهو وجه ذو شاربين
أم أنها الساعة بعقربيها اللعينين ...
ولكن الشيء الذي كنت واثق منه
أياً كان هذا الشيء >>> فإنه يسخر مني ...
بعد وقت >>> دقت الساعة
معلنة أن الوقت قد حان
لم أصدق أذني ...
لولا أني رأيتها تخرج من البناء الذي تسكنه >>>>
شعرتُ بأن قلبي طار من صدري ..
وتوسعت حدقة عيني
وعلت شفتي ابتسامة جنونية
اليوم سأنهي الأمر !
وقفت تحت شجرة أنتظر وصولها لأوقفها ..
وأخبرها بحقيقة أمري...
لطالما كتمت هذه الحقيقة ..
وبدأت أراقب >>>
خطواتها . موعد ذهابها . وقدومها ...
وكلما عزمتُ على أخبارها
وجدتُ نفسي عاجزة حتى عن النُطق ..
فأبتعد عن طريقها
وأكتفي بمتابعتها بناظري
حتى تغيب >>>>
تاركة ليلي وأحلامي للنمو والتكاثر ...
وأخيراً ...
صممتُ على أن أخبرها حقيقة مشاعري الهائجة
وليحدث ما يحدث ...
وكانت تقترب مني ببطء شديد >>>>
كم أحب سِحر خطواتها ...
بدأت أسمع إيقاعها الذي يبدو لي
دوماً >>> كصوت الموج الناعم
المقترب من الشاطئ
(( يا لها من أنثى ))
قلتها بصوت خافت .
وأنا أتمنى أن تصل إلى مسمعيها
وكنت أنظر بها
من الأعلى إلى الأسفل وبالعكس ...
وعندما كنت أشاهدها >>>>
تأخذني رجفة شديدة >>
أو عندما أحاول أن أكلمها ...
ولكن كنت أخشى جمال أنوثتها ..
وأي أنثى هي ...!!
أنثى اختصرت نساء العالم في جسدها
اختفى تحت الثياب الضيقة >>>
ليبدوا الجمال المخفي صارخاً >>>
معلناً عن وجود قامة أنثوية رائعة
وجه>>>>> كحقول القمح
شعر >>>> لمسته أنامل الإله
فأحالته حكاية سحر ذهبية
مُلقية بظلالها على عينين غزالتين يسكنهما الربيع
نهدين >> وردفين >> وخصر من قش وماء
(( ربما جمالها الذي يخيفني ..؟ ))
ابتسمت وأنا أنظر إليها
وخاطبت نفسي ..>>>
(( تخيلتها بين ذراعي شريكة فراشي >>>
وأي موسيقى أحلى من أنفاسها ))
تعبق وهي مستلقية بجواري
وأتخيل صباح الوجه المشرق >>
تودعني بقبلة وتلقاني بأخرى ..
انبثق الحلم في نفسي على شعاع ضوء
بعيد يشقُ طريقه وسط الضباب
فأصبحت أكثر تصميماً ..
لم أعُد أشعر بالرعشة >>>
فبات هدير بركان
أنفجر بقوة
وجعلني أشد اتقادا
أعدتُ تنسيق وترتيب الكلمات والجمل ذهنياً
وبدأت أترقب مرورها من جانبي
لأوقفها وأخبرها عن كل شيء
حتى اللحظة الأخيرة
فحبست أنفاسي ..
وبدأت بِِـِـعد الخطوات القليلة المتبقية
فصدر صوت سيارة >>
توقفت >>>
وحملتها بعيــــــــــــداً....
ما راق لي