ديجيهات بكار
اهلا بك علمنا انك غير مسجل يشرفنا ان تسجل بمنتدانا منتدي ديجيهات

ديجيهات بكار
اهلا بك علمنا انك غير مسجل يشرفنا ان تسجل بمنتدانا منتدي ديجيهات

ديجيهات بكار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل الصور والملفات الخاص بالمنتديمركز تحميل جميع الملفات في المنتدي
Very Happy اهلا ومرحبا بكم في منتدانا المتواضع لمواصلة الادارة عبر omar.eslam78@yahoo.com

 

 أطفال الحجارة .. ؟؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الزعيم بكار
الادارة العليا
الادارة العليا
الزعيم بكار


الرتبة : مدير الادارة
أطفال الحجارة .. ؟؟ Jb12915568671

أطفال الحجارة .. ؟؟ R4S80128



ذكر القوس عدد المساهمات : 462
نقاط : 30104
تاريخ التسجيل : 12/04/2011
العمر : 26
الموقع : العاشر من رمضان

بطاقة الشخصية
نائب المدير:
نائبة المدير:

أطفال الحجارة .. ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: أطفال الحجارة .. ؟؟   أطفال الحجارة .. ؟؟ Emptyالخميس ديسمبر 08, 2011 10:36 pm


أطفال الحجارة .. ؟؟ 2_2111_1_15

ثمة عطلة مدرسية طويلة لا يذكر سمير مناسبتها ؛ و لكن في أحد أيامها تجمع الصبية كالمعتاد و لكن بدلا من مباشرة لعبهم حولوا أنفسهم إلى مظاهرة صغيرة أخذت تجوب الشارع جيئة و ذهابا ، ثم أخذت تتعاظم بينما أخذ أفرادها يعترضون حافلات الترام و يرشقونها بالحجارة و من ثم بدؤوا يطالبون التجار و الحرفيين بإغلاق دكاكينهم .

و ما أن انتصف النهار حتى كان الشارع مقفرا إلا منهم ، عندما تدخل رجال شرطة مخفر الحي المجاور ، و بعد صدام قصير عاد كل شيء إلى طبيعته ؛ و لكن المصادمات بين الجانبين توالت خلال الأيام التالية و أصبح من المألوف أن يتحول الشارع و بستان الباشا إلى ساحة معارك حقيقية تضطر معها العربات و حافلات الترام إلى النكوص على أعقابها من حيث أتت و يهرع أصحاب الدكاكين إلى إغلاق أبوابها أما المهنيون فيضطرون إلى استمرار أعمالهم من وراء أبواب موصدة من الداخل ذلك أن حالتهم المادية لا تسمح لهم بلحظة بطالة واحدة .

ثم أخذت الأمور تتطور نحو العنف و أخذت بعض الإصابات تظهر هنا و هناك ، سواء بين الصبية المتظاهرين أو بين الأبرياء من المارة أحيانا أخر ، و بدأ تدخل الشرطة يتفاقم و يزداد شراسة مع تفاقم العنف و التخريب .

و في يوم استبدت فيه النشوة بالصبية بعد أن تمكنوا من السيطرة على الحي ثم توجهوا لإشعال الإضراب في الحيين المجاورين ، فتصدى لهم على غير المألوف تجمع معارض كبير أخذ يصدهم و يرشقهم بالحجارة أيضا ، ثم بدت عن بعد عربات كثيرة لرجال الشرطة و الدرك* أخذت تستعد لمهاجمة الحي ؛ هنا تراجع الصبية و أخذوا يقيمون حاجزا من جذوع أشجار كانت معدة في البستان لبيعها حطبا ، ثم بدأ الحاجز ينمو بما أضيف إليه من أنقاض جمعت على عجل من كل صوب .

كان رجال الأمن ينظمون صفوفهم ، عددهم و عددهم تنذر بالشر ؛ كانت خوذهم المعدنية تعكس نور الشمس كعشرات المرايا ، و تروسهم المثبتة على أذرعتهم ، و بنادقهم المعلقة على أكتافهم و صفوفهم المنظمة و هم يتقدمون على إيقاع صفارة كبير ضباطهم ملوحين بعصيّهم الغليظة ، كل ذلك كان يوحي بالرهبة و يدب الرعب في قلوب سمير و أمه و مربيته أم محمد ، و لكن ليس في قلوب صبية الحي الذين ما أن شاهدوا رجال الأمن يباشرون بإزالة الحاجز حتى انهالوا عليهم رشقا بالحجارة و الزجاجات الفارغة و ما طالت أيديهم من أجسام صلبة .

و بأمر من قائدهم تراجعوا قليلا ثم شنوا هجومهم الكاسح ؛ فدب الذعر بالصبية و لاذوا بالفرار على غير هدى فقد كان الضغط أقوى من أن يحتملوه .

تعثر بعضهم فكان هدفا سهلا للضرب بالهراوات و كعوب الأحذية العسكرية حتى إذا رووا غليلهم ممن وقع بين أيديهم جروه إلى شاحنة الاعتقال .

و بينما انهمك بعض رجال الأمن باستكمال إزالة الحاجز استمر آخرون في ملاحقة الصبية و تحطيم عظام من يطولونه منهم ، و أخذت نسوة الحي اللواتي امتدت رؤوسهن من النوافذ و الشرفات يولولن أو يناشدن الجنود بأن يكونوا أكثر رأفة فالصبية لا يتجاوز أكبرهم الخامسة عشر ؛ أما أم محمد فكانت من فرط انفعالها تلطم خديها في حين كانت أم سمير تضم سميرة إلى صدرها و هي ترتعش و تمسح بطرف خمارها قطرات من الدمع كانت تتسرب من حين لآخر من مقلتيها .

و استمر رجال الشرطة و الدرك بقيادة ضباطهم الفرنسيين يلاحقون أطفال الحجارة و قد أبدى بعضهم وحشية فاقت كل توقع .

كان التجار و المهنيون و عمالهم و بعض شبان الحي حتى اللحظة من المتفرجين و لكن عندما أصيب صبي إصابة بالغة فأغمي عليه هرع شابان لإسعافه فما كان من أحد الضباط إلا أن أمر بضربهما و اعتقالهما فازداد عويل النساء إلا أن الشبان اشتعلوا غضبا فبادر أحدهم بقذف زجاجة فارغة استهدفت ذلك الضابط الأحمق فأصابته إحدى شظاياها و هنا جن جنونه فأخرج مسدسه و أطلقه باتجاه أحد التجمعات و اشتعلت من ثم الحرب .

صمت عويل النسوة و انسحب الصبية إلى مداخل الحارات و صاح صائح :" لا تخافوا يا شباب الموت لا يخيف الرجال " . ثم عزز كلامه بقذف حجر كبير من مقلاعه بعد أن لوحه في الهواء فأصاب صلعة دركي كان قد رفع لتوه خوذته ليمسح عرقه ، و على الفور انبثقت نافورة دماء فغطت وجهه و ثيابه ، فما كان من زملائه إلا أن جهزوا أسلحتهم و أخذوا يطلقون النار في كل اتجاه .

هبت أم سمير إلى ( الروشن ) فانتزعت سمير من مكمنه و اندفعت به إلى الداخل و للتو سمع ثلاثتهم صوت قذيفة أصم آذانهم كانت قد اندفعت إلى إحدى النوافذ فحطمتها ثم أكملت طريقها إلى الثريا المعلقة في وسط الصالة فبعثرتها لتملأ شظاياها الحجرة و أثاثها .

شل الرعب سمير و أمه بينما أصيبت أم محمد بحالة هستيريا أخذت تردد خلالها بلا هوادة : " يا لطيف ، إنه يوم القيامة ، يا لطيف خربت الدنيا فوق رؤوسنا ، يا لطيف ..يا لطيف .. إجعل للبلا تصريف ." كررتها عشرات المرات قبل أن يفتح الباب و يدخل الأستاذ فهرعوا جميعا لاستقباله .

قالت له أم سمير :

- لقد أحسست بالضياع ، حسبت لوهلة أني فقدت كل شيء ، كان ابنك جالسا على (الروشن) قبيل دخول الرصاصة ، ربك قدر و لطف فقد جررته من هناك في اللحظة المناسبة كأنما هاتفا هتف لي لأفعل . ثم أردفت متسائلة :

- - و آخرتها يا عبد الباقي ؟

- لا أحد يمكنه التكهن بالنهاية ، الإنسان المخدوع يا قمر لا يمكنه العيش بسلام لا مع نفسه و لا مع الآخرين ، هو يصارع نفسه لأن الخديعة انطلت عليه فيعيش تحت سياط الإحساس بالذنب ، و تظل أعصابه مستنفرة متحفزة للثورة و التمرد ، و من ثم يتطلع إلى وسيلة يقارع بها من خدعه .

- لم أفهم كلمة واحدة ، من الخادع و من المخدوع ؟

- لقد عاملت فرنسا قادتنا معاملة الأطفال فبعد توقيع المعاهدة التي استغرق التفاوض من أجلها أشهرا ، جمدتها الجمعية الوطنية الفرنسية بحجة أو بأخرى ، و بعد أن تركونا نؤلف الدستور عطلوا المواد المتعلقة بالممارسة الفعلية للاستقلال ، و عندما ظهر التضامن بين مختلف فئات الشعب سنوا قانون الطوائف لإشعال نار الفتنة بإثارة النعرات العقائدية من جديد ؛ و لكن بينما تراخت روح النضال لدى القادة الذين بدؤوا يستسلمون للأمر الواقع ، و خاصة بعدما تبوؤوا المناصب ؛ فإن الروح النضالية لم تخمد لدى عامة الناس ؛ تلك هي المسألة يا قمر .

- لو رأيت رجال الشرطة و الدرك ، كانوا وحوشا !

- ملكيون أكثر من الملك !

أطفال الحجارة .. ؟؟ Er_Palaestina_001_Intifada_Steinwerfer

و في اليوم التالي أفاق الناس ليروا جنودا أفارقة يملؤون الحي ، تميزهم طرابيشهم و أحزمتهم الحمراء ؛ كانوا مدججين بالسلاح ، في حين قامت مجموعات من الشرطة – منذ الفجر – باعتقال زعماء الحي ووجهائه بعد اقتحام بيوتهم .

و عرف حي بستان الباشا الهدوء للمرة الأولى منذ أشهر و لكنه كان هدوءا حذرا تحت ظلال الحراب الفرنسية .

ثم فتحت الدكاكين أبوابها ، فعاد النول اليدوي إلى قرقعته الرتيبة ، كما عادت حافلات الترام الكهربائية إلى رحلاتها المكوكية ، و كذلك عاد سمير إلى مدرسته بعد انقطاع طويل .

=================================





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع القمر
مشرفة
مشرفة
دموع القمر


الرتبة :
مشرفة القسم الادبي
أطفال الحجارة .. ؟؟ Jb12915568671

أطفال الحجارة .. ؟؟ 30q13752
انثى القوس عدد المساهمات : 454
نقاط : 28697
تاريخ التسجيل : 08/11/2011
العمر : 28
الموقع : القاهره

بطاقة الشخصية
نائب المدير:
نائبة المدير:

أطفال الحجارة .. ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أطفال الحجارة .. ؟؟   أطفال الحجارة .. ؟؟ Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 7:53 am

تسللللللللللللللللللللللم
على المجهود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أطفال الحجارة .. ؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ديجيهات بكار  :: قسم الادبي :: القصص الطويلة والقصيرة-
انتقل الى: