الحمد لله وحده وبعد ،،،
قال الراوي :
يا ساده يا كرام صلوا على خير الأنام ..
... في ليله من ليالي الزمهرير .. إنشكح شهريار على السرير .. وأخذت شهرزاد مكانها .. لتحكي له قصه من قصصها ..
وقبل أن تبدأ بالكلام ..
قال لها النشمي شهريار :
.. حدثيني يا شهرزاد .. بحديث لم يسبق أن تحدثتي به .. لا مملاَ يبعث على التثاؤب .. ولا تستعيري ضمير الغائب .. أريده من الغرائب ..
قالت شهرزاد :
أمــــر مولاي السلطان ..
سأقص عليك قصه .. بها غصه .. من بلاد النهروان .. التي تقع بالقرب من أذربيجان ..
شهريار : إذا كانت ممله .. سأعطيك مهله وإلا سأقتلك شر قتله ..
شهرزاد :
مولاي .... لا أخاف قتلك .. فقد قتلتني بنار حبك .. لأني معجبه بطول شـَعرك ... يا كاويني .. بهجرك ..
شهريار :
يا حليلك .. يا بنت الأخيار ..
على قولك هذا .. لا غبارلا غبار .. فأنا شهريار .. حامي الديار.. أللي ما تنطفي له نار ..
قولي على عجل .. قبل الوجل ..
شهرزاد : سم يا بعد عمري ..
كان يا مكان في قديم الزمان .. في بلاد النهروان .. لص إسمه سعيدان .. يتردد إسمه على كل شفه ولسان ..
وفي أحد الليالي .. وكان فكره خالي .. أراد ان يتزوج بنت السلطان ( جليله ) .. فأعيته الوسيله .. لوصول قلب الأميره جليله .. فلجأ الى الحيله .. فوضع العمامه .. وجمع العصابه .. المشردين في الغابه .. وقال :
سأغير الأحوال .. من حال الى حال .. ليكثر المال .. لأتزوج في الحال .. ولعصابته قال : هل من سؤال .. ؟؟
لا سؤال لا سؤال .. ما دمت دفعت لنا المال .. فقال :
عال .. عال .. يا أبطال ..
ورسم الخطه .. وكانت غلطه .. لإستالغلاالغلاامه الغـِلظه .. ليكسر السور .. من غير إحم ولا تستور ..
وأشار شهريار لشهرزاد .. لتكمل بعد هنيهه .. ليسمع تالي سالفة سعيدان وعنجهيته ولصوصيته ..
وبعد ان تناول شهريار كأساَ من الزعفران المحلى بالعسل المصفى .. قال :
أكملي القصه يا شهرزاد .. فانا توّاق لها بإزدياد ..
شهرزاد : لــبيه يا بعد أبوي انت ..
وياليتني ما كنت .. فذاب الشحم .. وأصبحت كالعظم .. من طول المأمول .. والحلم أشوفه يطول .. خلنا نـُحضر الشهود العدول .. لنكتب الكتاب .. ونعلي الجواب .. وندعوا الأصحاب والأحباب ..
شهريار : وشووه له .. يا شوشو ..
شهرزاد : شف يا شهريار .. لا تعذبني .. وكل ليله بتوعدني .. بأنك ستتزوجني ..
شهريار : يصير خير يا بنت الحلال .. أكملي .. وبعدها الأمر سينجلي ..
شهرزاد : نعم .. يا مولاي ........
وفي أحد الأيام .. والناس نيام .. حاول سعيدان والعبيد .. التسلل من باب الحديد .. ووقع لهم أمر شديد .. فأمسك بهم الحراس .. وقطعوهم بالمعول والفاس .. وأصبح يردد الناس .. سعيدان أرادها إختلاس في إختلاس .. ولولا فضل الله لأصبحت البلاد تسير نحو الإفلاس .. ونعوذ بالله من شر الوسواس الخناس ..
وقبل أن يدرك شهرزاد الصباح .. وتسكت عن الكلام المباح ..
قالت لشهريار .. بكل شجاعه وإقتدار .. نعنو بودارك .. إرسل حمارك .. ليأتي بالشيخ مبارك .. ليكتب عقد النكاح .. قبل أن يصبح الصباح .. لتتم الأفراح ..
ولكن شهريار رقد في الفراش .. واعطاها طناش ..
وأمسكت شهرزاد المقص .. وتسللت إليه كاللص .. وقصّت شعره قص ..
وصحى شهريار كالمهبول .. وصرخ ..
وين شعري المجدول .. اللي كان على كتوفي مسبـّل .. ومنظره كان يهبـّل .. يهبـّل ..
وقبل مغادرتها الدار .. إلتفتت الى شهريار .. وقالت :
بكرهك .. بكرهك .. بكرهك ..!!!